منتخب الأحلام يقترب من استعادة أمجاده

أصبح المنتخب الأميركي على بعد مباراتين من استعادة عرشه الأولمبي بعدما بلغ الدور نصف النهائي من مسابقة كرة السلة ضمن اولمبياد بكين 2008 بفوزه الكبير على نظيره الأسترالي 116-85 الأربعاء في ربع النهائي، وستكون عقبته المقبلة متمثلة بالمنتخب الأرجنتيني حامل اللقب الذي خطف بطاقة التأهل من نظيره اليوناني بالفوز عليه 80-78 في أكثر المباريات إثارة حتى الآن.

وانضم المنتخب الأسترالي إلى لائحة ضحايا حملة "منتخب الأحلام الخامس" الساعي إلى استعادة هيمنته على ذهبية هذه المسابقة بعدما تنازل عنها قبل 4 أعوام للمنتخب الأرجنتيني الذي سيكون خصمه المقبل في دور الأربعة بعدما نجح الأخير في التخلص من عقبة نظيره اليوناني 80-78 في مباراة فشلت فيها اليونان في الثأر من الأرجنتين التي أخرجتها من ربع نهائي أولمبياد أثينا على أرضها وأمام جماهيرها.

وأكد "منتخب الأحلام" وفي اختبار آخر جهوزيته لاستعادة عرشه والظفر بلقبه الأولمبي الثالث عشر في مشاركته السادسة عشرة، بعدما اكتسح منافسيه الخمسة في الدور الأول ومن بينهم نظيره الإسباني بطل العالم الذي تلقى درساً قاسيا وخسر بفارق 37 نقطة، ثم أضاف إليهم ضحية أخرى هي المنتخب الأسترالي الذي تمكن من مجاراته في بداية اللقاء رغم جلوس لاعب ارتكازه اندرو بوغوت المحترف في ميلووكي باكس على مقاعد الاحتياط بسبب ارتكابه خطأين مبكرين.

وكان براينت أفضل مسجلي اللقاء برصيد 25 نقطة، منها 12 من خارج القوس (4 ثلاثيات)، وأضاف 5 متابعات، فيما كان نصيب جيمس 16 نقطة مع 9 متابعات، وانطوني 15 نقطة مع 5 متابعات.

أما في صفوف أستراليا التي تعرض لاعب ارتكازها بوغوت لإصابة أبعدته عن الشوط الثاني، فكان ميلز الأفضل برصيد 20 نقطة وأضاف غلين سايفيل 13 نقطة.

وفي المباراة الثانية، قدم المنتخبان الأرجنتيني واليوناني أقوى وأكثر المباريات إثارة في الدورة حتى الآن ولم يتمكن حامل اللقب من حسمها إلا في الثواني الأخيرة بفضل خبرة لاعبيه وخصوصاً مانو جينوبيلي الذي حرم اليونانيين من تحقيق ثأر انتظروه منذ أولمبياد بلادهم قبل 4 أعوام حيث خرجوا حينها من الدور ربع النهائي أيضاً على يد نجم سان انطونيو سبيرز وزملائه.

وكان جينوبيلي أفضل لاعبي منتخب بلاده برصيد 24 نقطة، منها 18 من خارج القوس (6 ثلاثيات) وأضاف كارلوس ديلفينو لاعب تورونتو رابتورز 23 نقطة (5 ثلاثيات) في مباراة نجح فيها الأرجنتينيون في 14 تسديدة من خارج القوس من أصل 32 محاولة، مقابل 8 ثلاثيات لليونان من 19 محاولة.

وحجز المنتخب الإسباني بطل العالم مقعده في الدور نصف النهائي من مسابقة كرة السلة للرجال ضمن أولمبياد بكين 2008 بفوزه على نظيره الكرواتي دون عناء 72-59 يوم الأربعاء في الدور ربع النهائي.

ولم يجد المنتخب الإسباني الذي أصبح على بعد مباراة واحدة من معادلة أفضل نتيجة له في الألعاب الاولمبية، أي صعوبة تذكر في حسم المواجهة مع نظيره الكرواتي وصيف بطل اولمبياد برشلونة 1992 بفضل تألق لاعب ارتكاز لوس انجلوس ليكرز باو غاسول الذي احتفل اليوم بخوضه المباراة رقم مئة مع منتخب بلاده وهو كان بدأ مسيرته الدولية في 15 آب/أغسطس 2001 وكانت ابرز انجازاته قيادة بلاده للقب مونديال 2006 في اليابان حيث اختير أفضل لاعب دون أن يخوض النهائي أمام اليونان بسبب الإصابة، والى نهائي كأس أوروبا العام الماضي عندما خسر أمام روسيا في مدريد فارق نقطة وحيدة.

وأصبح باو غاسول رابع لاعب متواجد في التشكيلة الحالية يتجاوز حاجز المئة مباراة بعد خوان كارلوس نافارو وكارلوس خيمينيز وخورخيه غارباخوزا وفيليبي رييس وسينضم إليهم خوسيه مانويل كالديرون الجمعة في الدور نصف النهائي.

ويلتقي المنتخب الإسباني في دور الأربعة الجمعة الفائز من مواجهة ليتوانيا والصين والتي تقام لاحقاً ثم تتبعها مباراتا الولايات المتحدة مع أستراليا والأرجنتين حاملة اللقب مع اليونان.

ويأمل الإسبان الذين كانوا خسروا أمام الكروات في الدور الأول من مونديال اليابان، أن يتخطوا الدور نصف النهائي والوصول إلى النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد اولمبياد 1984 عندما خسروا أمام المنتخب الأميركي الذي كان يضم في صفوفه لاعبي الجامعات ومن بينهم حينها مايكل جوردان وباتريك ايوينغ وكريس مولين وسام بيركنز.

وتألق باو غاسول في بداية اللقاء ومنح بلاده التقدم 12-1 بتسجيله 9 منها، ثم حافظ أبطال العالم على هذه الأفضلية ولم يسمحوا لمنافسيهم في التقدم عليهم أو حتى الاقتراب منهم في أي مناسبة فانهوا الربع الأول في المقدمة بفارق 11 نقطة 22-11 ثم حافظوا على الأفضلية التي حققوها حتى ختام الشوط لأول الذي انتهى على نتيجة 37-26.

ولم ينجح الكروات في تقليص الفارق الذي سجل منذ الربع الأول فانتهى الثالث على نتيجة 51-38 ثم وصل الفارق إلى 22 نقطة مع انتصاف الربع الأخير 63-41 قبل أن يستقر في نهايته عند 13 نقطة 72-59 بعد استفاقة كرواتية متأخرة جداً.

وكان باو غاسول أفضل لاعبي المباراة برصيد 20 نقطة وأضاف زميله رييس 13، فيما كان ماركو بانيتش الأفضل من جهة كرواتيا برصيد 15 نقطة وأضاف بلانينيتش 12 نقطة.

وفي المباراة الثانية، كرر المنتخب الليتواني، بطل أوروبا في 3 مناسبات آخرها عام 2003، سيناريو أثينا 2004 وجدد فوزه على نظيره الصيني بعد أن كان أطاح بالأخير من الدور ذاته قبل 4 أعوام (95-75)، ليحرمه اليوم من التأهل إلى دور الأربعة لأول مرة في سبع مشاركات، علماً أن صاحب الضيافة كان يخوض غمار ربع النهائي للمرة الثالثة بعد أتلانتا 1996 عندما خرج على يد يوغوسلافيا الوصيفة حينها (61-128) وأثينا.

ولم يتأثر المنتخب الليتواني بضغط أكثر من 17 ألف متفرج احتشدوا لمؤازرة ياو مينغ ويي جيانليان وزملائهما فتسيد اللقاء منذ منتصف الربع الأول ولم يتخل عن تقدمه حتى صافرة النهاية، ليدخل في معركة الخروج من العاصمة الصينية بميدالية كما فعل في برشلونة 1992 وأتلانتا 1996 وسيدني 2000 عندما نال البرونزية في المناسبات الثلاث.

وكان الأداء متقارباً جداً بحيث أن أياً من المنتخبين لم يتمكن من فرض أفضليته فانتهى الربع الأول لليتوانيا بفارق نقطتين فقط 19-17 بفضل الثنائي راموناس سيسكاوساس والقائد ساروناس ياسيكيفيتشيوس، قبل أن يبدأ بطل أوروبا 3 مرات يفرض إيقاعه تدريجياً فابتعد بفارق 8 نقاط 32-24 في آخر 3 دقائق من الربع الثاني ثم 11 نقطة 41-30 في نهايته اثر سلة ثلاثية من راموناس في الثانية الأخيرة.

ولم يتراجع أداء الليتوانيين في الربع الثالث رغم اندفاع صاحب الأرض فابقوا على الأفضلية التي سجلوها في النصف الأول من اللقاء بل وسعوا الفارق إلى 17 نقطة 70-53 في نهاية الربع الذي شهدت ثانيته الأخير سلة ثلاثية سجلها ياسيكيفيتشيوس كانت العاشرة لمنتخب بلاده من أصل 25 محاولة، مقابل اثنين للصين من 12 محاولة.

وواصل المنتخب الليتواني تألقه في الربع الأخير من خارج القوس عبر ياسيكيفتشيوس وسيسكاوسكاس، وداخل المنطقة عبر ليناس كليزا وكسيستوف لافرينوفيتش، فوضع حد لآمال صاحب الأرض في العودة إلى أجواء اللقاء بعدما وسع الفارق حتى 26 نقطة قبل 5 دقائق على النهاية ثم حافظ على هذا الفارق حتى الختام منهياً المواجهة بنتيجة 94-68.

وتألق الليتوانيون من كافة المسافات خلال هذه اللقاء إذ نجحوا في 21 محاولة من داخل القوس من 32 (66 بالمئة) و13 ثلاثية من أصل 31 (42 بالمئة)، منها 5 ثلاثيات من ياسيكيفيتشيوس، لاعب غولدن ستايت ووريز السابق وباناثينايكوس اليوناني بطل أوروبا حالياً، الذي كان أفضل مسجل برصيد 23 نقطة مع 6 تمريرات حاسمة، وأضاف سيسكاوسكاس الذي يلعب مع سسكا موسكو الروسي، 15 نقطة (3 ثلاثيات) مع 5 متابعات، فيما كان لاعب ارتكاز هيوستن روكتس ياو مينغ افضل لاعبي الصين برصيد 19 نقطة مع 7 متابعات، وأضاف لاعب نيوجيرسي نتس يي جيانليان 11 نقطة مع 9 متابعات.